9‏/9‏/2008

مصيبه اسمها الدويقه

أعزائي
ماسأه بمعني الكلمه
في سباق مع الزمن تتم عمليات الانقاذ
منظر فظيع وممنوع الدخول للمنطقه بس برضه عرفت ادخل
واقابل اهالي الضحايا مش عايزه اطول عليكم
المنظر فعلا يوجع القلب
تحت الانقاض مدفون عائلات باكملها
وكالعاده اخلوا سبيل المقاول المسئول عن المنطقه
علي اعتبار القضاء والقدر
وانتدبوا لجنه من الجيولوجين لفحص التربه
فعلا التربه هي المسئوله ما احنا لازم ندور علي شماعه نعلق عليها اخطائنا
من شهر مايو متوقعين حدوث الكارثه حي منشيه ناصر علي علم بها
بس كالعاده برضه مش بنتحرك الا لما المصيبه توصل لحد عندنا
او لما تقع الفاس في الراس
تم تسكين 100 اسره من المنكوبين ومن هدمت منازلهم بحديقه الفسطاط بحي مصر القديمه
ويجري انشاء معسكر بعين الصيره
يقال ان هذه المعسكرات مؤقته لحين انتقالهم لمساكن بديله
بس امتي او سنه كام ماحدش عارف وطولت العمر ليهم .
دخلت المنطقه بس ماعرفتش اتكلم مع اهل الضحايا قالوا مش عايزين صحافه
حاولت افهمهم اني مش صحفيه واني جايه اعزيهم انما ماصدقوش
كنت خلاص حياس لولا ظهور ام المنطقه وهي الست ام محمود
سالتني انتي مش من هنا ولا عمري شفتك جايه تعملي ايه
هي بتعرف كل اهل الدويقه والكل بيحبوها ويسمعوا كلامها ومعتبرنها امهم
قلتلها اني بكتب بس مش في الجرايد بكتب علي الكمبيوتر عشان المصريين اللي عايشين بره
والجرايد مش بتوصلهم يفتحوا الكمبيوتر ويقروا ويعرفوا اخبار بلدهم
الحمدلله فهمت وساعدتني وراحت معايا عند اهل الضحايا
عرفت منها ان الحادث وقع في الساعه الثامنه والنصف صباحا
سمعوا صوت انهيار مع قطع التيار الكهربائي
وبعدها فوجئوا بالقطع الحجريه تسقط علي منازلهم
رائحه الموت في كل شبر في الديقه
شفت اطفال ماتوا اهلهم وياحرام منتظرين انهم يطلعوهم وفاكرين انهم حيطلعوا احياء
قابلت الحاجه عواطف تبكي علي اسرتها فقد اختطف الموت زوجها و3 بنات وولد
ولم يبقي الا هي مزهوله تحدثت بصعوبه
كل عيلتي راحوا تحت الانقاض وانا مستنيه يخرجوهم عشان ادفنهم ماهو اكرام الميت دفنه
سابوني لوحدي ياريتني انا الل كنت موت وهما لا يارب ليه اعيش من غيرهم
وتبكي وتنهار وتنتظر خروج الجثث .
رجاء فقدت والدها وهو كل ماتبقي لها في الدنيا
تحكي وهي تبكي الصبح خرجت رايحه شغلي وقبل ما اسيب المنطقه لقيت الصخره وقعت علي البيت
ومات ابويا اللي فاضلي في الدنيا
اعمل ايه اعيش لوحدي ازاي .
وتبكي وهي منتظره خروج جثه والدها .
عم حامد فقد زوجته وابنه ونجا هو وشقيقته التي كانت في زيارتهم
قال وهو يجفف دموعه اختي جت ترمضن معانا اصلها وحدانيه مالهاش غيري بعد ماجوزها مات في حادثه
صحينا علي صوت انفجار زي مايكون قنبله افتكرت الحرب قامت
بس اللي نجاني انا واختي عمود الخشب . انما ام محمد ومحمد لسه ماخرجوش من تحت الارض
مش لقينهم ولا ممكن يكونوا عايشين ويبكي وتبكي معه شقيقته .
الريس عباس يبكي بالرغم من ان كل عائلته احياء .
لكنه يبكي عائله الحاج قرني برضه الحاج قرني عايش
بس فقد عائلته باكملها الحاج قرني جار الريس عباس وعشره عمره
قال بنفطر كل يوم مع بعض ونسهر مع بعض كنا عيله وحده لكن قبل اليوم الشؤم ده
سافرت انا والجماعه والاولاد بنها عشان نفطر عند نسيبي حاشونا نبات عندهم
رجعنا لقينا المصيبه نعمل ايه يامزمزال كلها اعمار ربنا يرحمهم
بس احنا مش حنسيب الحاج قرني .
ام محمود حكتلي عن الست ام احمد اللي كانت بتتدخل في الصلح بين جيرانها
واول وحده بيلاقوها في احزانهم وافراحهم راحت هي وجوزها واولادها .
ما قدرتش اكمل اكتر من كده المنظر بشع حطام في كل مكان وكنت ماشيه زي ما اكون ماشيه علي الحبل
اطفال فقدوا ذويهم
اباء وامهات فقدوا اطفالهم
ستات فقدوا عائلهم سواء زوج او اب او اخ
ام محمود سالتني معاكي عربيه ياشابه قلتلها ايوه
قالت طيب انا رايحه الفسطاط اطمن علي اللي هناك تجي معايا وافقت بدون تفكير
وصلنا الفسطاط مخيم كبير فيه اطفال وكبار وشباب جميع الاعمار
بس برضه شفت
بكاء .. اتشاح بالسواد
لقتهم بيتسالوا عن مصيرهم بعد مافقدوا كل شيء
البيت .. الامان .. الحيطه اللي كانت بتضلل عليهم .. الاهل .. العائل .. الابناء
لم يتبقي لهم الا الزكري
تجمر الاهالي يطالبون بمعامله اداميه واولها توفير مساكن والشتاء قادم
والمدارس والجامعات علي الابواب
الخيام مكدسه بالمنكوبين .
بعد ما اطمنت ام محمود علي اصحابها وحبايبها زي ما بتقول قالتلي انا حروح مشوار تاني لو تحبي تعالي
سالتها فين قالتلي مشرحه زينهم . وافقتها طبعا ورحت معاها
زحام رهيب امام المشرحه . الكل منتظر خروج جثث ذويه .
بكاء وصراخ عند خروج اي جثه
لم اتحمل الموقف ولم استطع الكلام وعدت محبطه .
مع وعد مني لام محمود بزيارتها مره ثانيه في الدويقه
وانا في طريق عودتي بكيت اكثر مابكيت هناك
ودعوت بالرحمه للاموات وبالصبر لذويهم
وقلت يارب الحكومه تتصرف وبسرعه
وماتعملش ودن من طين والتانيه من عجين .

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

ام محمودوواقع مصر

اولا جيد جدا انك تروحي وتشوفي اللي حصل بدل ما تكون كل الامور بالسماع ثانياشيئ محترم انك تساعدي ام محمود في الانتقال وهي التي غالبا ما تضطر للتنطيط في الميكروباسات بكل ما تحمله من هموم وتعاسات
ثالثا واخيرا ما يدهشني واعتقد انه يجب التوقف عنده هو لماذا لاتجد ام محمود وكل ام محمود جماعات وتيارات سياسيه من التي نسمع عنها عند طق الحنك تساندها لكي تقود حركة عصيان من السكان ضد كل هذا الامتهان فامراءه مثل ام محمود بكل ما لديها من تواصل ومعرفه بالناس من حولها لو وجدت من يساندها لادي ذلك الي تغيير الاوضاع كثيرا
لكن يبدو ان السياسه كاشياء اخري كثيره في مصر تخاصم الفهم والسعي الحقيقي من اجل ان نكون بشر.
تحياتي لك وقد دفعتني كلماتك للتعليق رغم اني عازف عن عمل اي شيئ من شدة الاحباط.
د. مصطفي عبد العال

غير معرف يقول...

نظام الكوارث المتلاحقة كارثة ورا كارثة من حريق بنى سويف الى كارثة قطار الصعيداى كارثة العبارة الى حرق الشورى الى كارثة الدويقة وكارثة سجن اسيوط والبقية تاتى / كان زمان كارثة كل فترة لكن دلوقتى الكوارث بتتداخل وبقت ذى السلاسل ماسكة فى ديل بعض / و دورنا دايما نلطم الخدود / امتى بقى نقول خلاص لازم احنا نحكم مش كل مرة ندور على حد يحكمنا فلان او علان / الماساة ان القطار من غير جرار محدش قادر يقود والموجود موجود لان مفيش بديل قادر / على العموم تشكرى على جراتك وايجابيتك وموضوعك اضافة فيه اللى مش موجود فى الجرايد شكرا ليكى

غير معرف يقول...

advisor500

غير معرف يقول...

استاذة لولا...رائع جدا سعيك لعمل موضوع بة مصداقية لا يختلف عليها اثنان...المصيبة كبيرة والحدث جلل وموضوعك يحمل بين طياتة لون الاسى والمرار ...عندما قرات الموضوع رايت مصر وهى متوشحة فى ثوب الحداد وكذلك رايتها فى ام محمود وهى تجاهد من منطقة الى اخرى للسؤال عن جيرانها وزويها وياليت النظام المصرى كان لدية لو جزء بسيط من قلب ام محمود..ولاكنى اذا سمحتى لى اخذ عليكى فقط لفظ واحد لم يعجبنى وهو السباق مع الزمن لان الذى رايتة عبر شاشات التلفاز ان الحكومة قد تخاذلت وجائت الى مكان الحادث على ظهر سلحفاة واليوم الاول كانوا يريدون تفجير الصخور بالديناميت فابالله عليكى اى حكومة هذة سوى حكومة الخزى والعار اهلنا واخواتنا وشيرتنا تقتل فى كل مكان وليس للفقير مكان فى مصر والسؤال الان اى اى مدى سوف تظل مصر تدافع عن قواديها المتمثلين فى الحكومة ...الموضوع قضاء وقدر ولاكن التعامل الحكومى مع الازمة مخجل لدرجة تبعث على الاستنفار وايضا اين من يتشدقون ليللا نهار بحقوق الانسان واين جمعيات المجتمع المدنى...ان اهالى الدويقة لن يكونوا اخر الاحزان وان مصر سوف تستيقظ كثيرا على ما هو افظع من ماساة الدويقة ان لم تجد مصر وسيلة للمحافظة على ادامية ابنائها...واخير الشكر كل الشكر لكى على موضوعك القاسى فى مضمونة المبدع فى اسلوبة وعظم اللة اجرك فى زيارتك لاهالى الدويقة ولوكل عين فى الانسانية اتاثرت ودمعت حنشق فوق خد الزمان انهار حنان.....كنج

غير معرف يقول...

اشكرك عزيزتى زهرة البنفسج على العمل الايجابى الذى قمتى به فالمشاركة اولى خطوات العمل على التغيير , ويحضرنى فى هذا ماقاله الدكتور محمد سليم العوا وان كنت اختلف معه فى بعض افكاره فقد قال ان ما يحدث من كوارث فهذا غضب من الله على قوم وعندما سئل وما الذى جناه هؤلاء المساكين لكى يغضب الله عليهم فهل يستوى الظالم بالمظلوم ؟ اعتقد ان المظلوم هنا هو من اولى اسباب الظلم لانه بسكوته وخنوعه عن كل مظاهر الفساد من حوله فهنا يعتبر مثله كمثل الظالم . وانا اوافقه على هذا الراى واقول الم يأن للذين سكتوا عن الظلم والفساد ان نسمع لهم صوت فالى متى هذا السكوت القاتل .فما يحدث لنا من شلال الكوارث هذا الم يستوقفنا ولو للحظات مع النفس ان نتساءل هل هذا غضب من الله وغضب من الطبيعة على حالة الرضا بالظلم وضياع العدل بيننا فقد لعن الله قوم ضاع الحق بينهم . فمن خلال طرحك عزيزتى للموضوع هذا اناشد كل من يطلع عليه ان يكون له موقف وتواجد فعال ولو بكلمة فالكلمة نور وهذا اضعف الايمان واخيرا اذكر من غفل وتقاعس عن واجبه حيال وطننا الذى نحيا على ارضه بقول الله تعالى "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها )) (الإسراء:16) .
وايضا "«الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد».
(الفجر:14) وشكرا لكى عزيزتى على مجهودك وجزاكى الله عنه خيرا .

nona_8686

غير معرف يقول...

من كايداهم. نرجوا لهم الرحمه فلقذ تعذبوا بالدنيا والاخره . اسكنهم الله فسيح جناته والهم ذويهم الصبر والسلوان.



كايداهم